كيف تختار الباريستا المناسب لمقهاك؟

كيف تختار الباريستا المناسب لمقهاك؟

كيف تختار الباريستا المناسب لمقهاك؟ مع استمرار انتشار القهوة المتخصصة، تطورت طلبات المستهلكين تدريجياً، حيث أصبح الناس يطلبون أكثر من مجرد فنجان قهوة لتناوله، بل يميلون لاختيار الأجواء المصاحبة، والتي تتلاءم بشكل كبير مع التطور الثقافي لتقديم فنجان القهوة، وتنوع الخيارات، والمرجعية الثقافية لكل كوب. وظهرت الكثير من العلامات التجارية التي تصدر أسماء "طنانة" لقائمة أصناف القهوة المقدمة، والتي أصبحت تحتاج إلى أشخاص متخصصين لتقديمها، وهو الباريستا أو "فن البار" باللغة العربية، نظراً للإبداع المتوقع من الباريستا، ومدى مهاراته في تقديم الكوب ليس بمسمياتها الجديدة فحسب بل بإضافاته التي توضح مدى خبرته وشغفه بما يحضره من أصناف متنوعة من القهوة، لا سيما مع الإقبال الشديد عليها، والتي تجعل فنجان القهوة يتصدر المشهد على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث وفي عام 2019 فقط بلغت عدد مشاركات صور القهوة من المقاهي على الانستغرام 4500٪ .

وظهر مع مصطلح الباريستا والذي أصبح شائعاً منذ عام 2015، مصطلح الـ Barista- grade أو درجة الباريستا، سواء كانت الشخص الذي يقفّ خلف البار، أو المعدات المستخدمة في القهوة سريعة التحضير، أو حتى التعامل مع أصناف الحليب والمشروبات المختلفة الناتجة عنه.

لكن ماذا يعني مصطلح باريستا فعلياً، وما هي الأدوات والمنتجات التي تدعم الباريستا ليتمكن من التفوق على منافسيه، وما هي أهم المهام المطلوبة منه والمهارات اللازمة لتحقيقها؟

من هو الباريستا؟

مبدئياً تطلق كلمة باريستا على وظيفة الشخص المسؤول عن الضيافة والاستقبال وتقديم المشروبات الساخنة والباردة على "البار" أو ما نطلق عليه لفظ طاولة الحانة المتواجدة في المطعم أو المقهى.

وهي وظيفة اشتهرت بشدة في الآونة الأخيرة خاصةً مع ازدياد أعداد المطاعم والمقاهي والمنتجعات السياحية، وذلك يرجع إلى نجاحها في زيادة أرباح المؤسسة التابعة لها وخلق اسم خاص بها بين المقبلين والمفضلين لهذا النوع من الخدمات والمشروبات.

وعادة ما يحتاج الباريستا لتلقي دورات تدريبية متخصصة، سواء من خلال الوظيفة التي التحق بها، أو الدورات التدريبية الأكاديمية، حيث يتم تدريب باريستا Baristas عادةً لمدة أسابيع إلى شهور على كيفية تحضير قهوة عالية الجودة باستخدام معدات المقاهي التجارية من الغلايات الكهربائية إلى آلات صنع رغوة الحليب آلات الإسبريسو، أما ما يحدد درجة خبرة الباريستا واحترافه، فهو إدراكه لمصطلح "درجة الباريستا" "BARISTA-GRADE".

وهي القدرة على التعامل مع المعدات أو المنتجات التي تساعد في الحصول على مشروب عالي الجودة يحاكي مشروبًا أعده باريستا ماهر وذي خبرة. ومع نمو صناعة القهوة على مدار العقد الماضي ، نما أيضًا تنوع وجودة المنتجات التي يتم تسويقها على أنها "درجة باريستا". سواء أنواع القهوة المختلفة، أم المنتجات المضافة لها من الحليب سواء الحيواني أو النباتي ومع تطور مصطلح التنمية المستدامة والتي تشمل قطاع الأغذية، ومنها منتجات الحليب والتي تعتبر إضافة مهمة للعديد من أصناف القهوة، مثل اللاتيه، الكابتشينو، الفرابي، كما الهوت شوكليت، حيث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الأقل من إنتاج الحليب النباتي، مقارنة بالماشية، تشير إلى الطريق لنهج جديد عالي التكنولوجيا وخال من الحيوانات نحو الطعام والشراب.

أما مهنة الباريستا فهي وظيفة ذات متطلبات محددة، تحتاج لشخصية بملامح وصفات خاصة، فإلى جانب أنها تتطلب الحنكة والذكاء وسرعة البديهة والتركيز الشديد، فهي أيضًا تتطلب المهارة العالية والعقلية المدبرة التنظيمية القادرة على إيجاد حلول للمشكلات المختلفة. أهم الصفات الشخصية التي يجب أن تبحث عنها في الباريستا - قادر على التواصل الفعال والودود

- لديه المرونة الكافية وجدير باكتساب ثقة الزبائن

- مدرك للخدمات المقدمة وقائمة مشروبات المقهى

- قادر على إدراك اهتمامات الزبائن والعملاء

- شخصية متعلمة، وقادرة على الإبتكار: القدرة على تذوق القهوة ومعرفة مدى تناسبها مع المذاق المفضل وعالي الجودة لدى المستهلك أو بما يتوافق مع مواصفات العلامة التجارية التابعة لها، بالإضافة إلى مشروبات الجوس بار (العصائر) وأنواع الشاي، فن مزج الحليب وإضافته، وبالتأكيد الجرد، ومعايير الصحة والسلامة.

- الثقافة و الإطلاع على المنتجات، الأدوات التي يحتاجها لتأدية عمله كما ينبغي:· أصول القهوة ونكهتها، وخصائص أنواع القهوة المختلفة. وأبعاد البن المزروع في مناطق مختلفة، بدءاً من منشأها، مروراً بعملية إنتاج القهوة ، وحتى سكبها في الكوب، عملية التحميص ، نوع التحميص ، الكافيين ، وعملية إزالة الكافيين من المياه السويسرية. كيفية صنع مشروب للعميل بناءً على تفضيلاته الفردية.

· كيفية إضافة الرغوة والملمس إلى الحليب. سواء كان حليب حيواني أو حليب نباتي.

· التصميم الفني على المشروبات اللاتيه والكابتشينو

· معرفة مصادر وموردي المنتجات المستخدمة، بالإضافة إلى التحميص، ودرجات حرارة نضج الحليب وطرق التخمير المختلفة.

· كيفية تحضير مشروبات القهوة والشاي المتخصصة: القدرة والمهارة في استخدام الأدوات اللازمة لإعداد المشروبات بشكل دقيق ومتقن.

القدرة على إضافة المكونات المطلوبة والمزج ما بينها، من السيروب، الحليب، النكهات، المكسرات بالإضافة لأهم الأدوات التي تدخل في صناعة كوب القهوة والمشروبات وكيفية استخدامها، وهي كالآتي:

  • الميزان: يعد وجود الميزان ضروري للغاية في عمل الباريستا من أجل حساب الجرامات مع الوقت، فعلى سبيل المثال يتطلب تحضير اسبريسو وجود ميزان سريع مزود بمؤقت، ومن أفضل الأنواع التي يمكن اقتنائها: ميزان أكايا لونار، وميزان برويستا الإصدار الثاني.
  • التامبر: هي أداة تستخدم في ضغط البن المطحون في السلة على نحو متساوي، يستخدم في أجهزة تحضير المشروبات الساخنة الاحترافية، من أجل الحصول على مشروب من القهوة مثالي.
  • قاعدة كبس القهوة: تعد من الأدوات الاختيارية، ويوجد منها العديد من الأنواع التي يمكن لعامل الباريستا الاختيار من ضمنها بما يتوافق مع ذوقه. إناء تبخير الحليب: يقوم موظف الباريستا باستخدام هذه الأداة من أجل تقديم رسمة جميلة على مشروب اللاتيه، ويتوجب عند اختيار الإناء المرغوب مراعاة حجم وممسك الفنجان واتساعه. بالإضافة إلى التقنيات الآتية والتي هي ضمن متطلبات عمله
  • طحن حبوب البن.
  • تحضير وتقديم الأطعمة الخفيفة والوجبات الخفيفة.
  • تنظيف مناطق العمل وماكينات القهوة والمعدات.
  • تتبع المخزون، والقدرة على إدخال البيانات المتعلقة به، سواء النفاد، أو الطلب.

خطوات ذهبية لتقييم ما يقدمه الباريستا: هل هو نجم مقهاك؟

تقييم أداء الباريستا ليس مجرد مهمة روتينية، بل هو استثمار في جودة المنتج وتجربة الزبون. إليك النقاط الأساسية التي يجب على كل صاحب مقهى التركيز عليها عند تقييم الباريستا:

  1. مهارات تحضير القهوة:
    1. التقنية: هل يتبع الباريستا الطرق الصحيحة عند تحضير القهوة؟
    2. التوازن: هل تكون القهوة متوازنة في النكهة والقوام؟
    3. السرعة والكفاءة: كيفية التعامل مع الضغط خلال الأوقات المزدحمة.
  2. التعامل مع الزبائن:
    1. التواصل: هل يتحدث الباريستا بوضوح ويقدم المعلومات بشكل صحيح؟
    2. الاحترافية: هل يتعامل مع الزبائن باحترام وود؟
  3. المعرفة بالمنتجات:
    1. القهوة: هل يعرف الباريستا تفاصيل حول أنواع القهوة ومصادرها؟
    2. المشروبات الأخرى: مدى معرفته بالمشروبات الأخرى المتاحة في المقهى.
  4. النظافة والتنظيم:
    1. المحطة: هل يحافظ الباريستا على نظافة محطته؟
    2. الأدوات: كيف يتعامل مع أدوات العمل وهل يقوم بتنظيفها بانتظام؟
  5. التطوير الذاتي:
    1. التعلم المستمر: هل يبحث الباريستا عن تعلم أشياء جديدة وتطوير مهاراته؟
    2. المشاركة في الدورات: هل يشارك في دورات تدريبية لتحسين مهاراته؟

عند تقييم كل نقطة على حدة، يُفضل استخدام نظام التقييم من 1 إلى 5، حيث 1 يعني "غير مقبول" و5 يعني "ممتاز". يمكن استخدام استمارات تقييم معينة لتسهيل عملية التقييم وجمع النتائج. 

 الباريستا المحترف مقابل الباريستا المبتدئ: الرحلة من البساطة إلى الإتقان

عندما نتحدث عن الباريستا، فإننا نتحدث عن فن وعلم في آن واحد. فالباريستا المحترف يتميز عن المبتدئ بعدة نقاط أساسية:

  1. المعرفة العميقة:

    • التفصيل: الباريستا المحترف ليس فقط على دراية بأنواع القهوة، بل يعرف تاريخها، أصولها، والطرق المثلى لتحضيرها.
    • كيفية التحقق: اسأل الباريستا عن مصدر حبوب القهوة والطرق المثلى لتحضيرها. يجب أن يكون لديه القدرة على الإجابة بثقة وتفصيل.
  2. التقنية المتقدمة:

    • التفصيل: ليس فقط عن كيفية استخدام آلة الإسبريسو، بل عن فهم العلم وراء كل قطرة.
    • كيفية التحقق: شاهد الباريستا وهو يعمل. هل يتبع خطوات محددة عند تحضير القهوة؟ هل يظهر تركيزًا عاليًا عند تحضير الإسبريسو واللاتيه؟
  3. التعامل مع العملاء:

    • التفصيل: الباريستا المحترف يعرف كيف يجعل كل زبون يشعر بأنه فريد ومميز.
    • كيفية التحقق: مراقبة تفاعل الباريستا مع العملاء. هل هو ودود ومرحب؟ هل يستمع بانتباه إلى طلبات العملاء؟
  4. التطوير المستمر:

    • التفصيل: البحث المستمر عن الابتكار والتطوير، سواء من خلال دورات تدريبية أو متابعة آخر الأخبار في عالم القهوة.
    • كيفية التحقق: اسأل الباريستا عن آخر دورة تدريبية حضرها أو كتاب قرأه حول القهوة.
  5. التفرغ والشغف:

    • التفصيل: القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي شغف وحياة. الباريستا المحترف يعيش ويتنفس عالم القهوة.
    • كيفية التحقق: اسأل الباريستا عن سبب اختياره لهذه المهنة. الإجابة ستكشف عن شغفه وحبه للقهوة.

أمثلة حية عن باريستا ناجحين في السعودية:

في المملكة العربية السعودية، تعتبر القهوة جزءًا أساسيًا من الثقافة والتقاليد. ومع مرور الوقت، شهدنا تطورًا ملحوظًا في عالم القهوة، حيث أصبحت المقاهي والباريستا يلعبون دورًا مركزيًا في تقديم تجارب قهوة فريدة. في هذا القسم، سنلقي نظرة على بعض الأشخاص الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير ثقافة القهوة المحلية وأثروا المشهد بإبداعاتهم وخبراتهم. من خلال قصصهم، سنتعرف على كيفية تحول القهوة من مشروب تقليدي إلى فن ومهنة.

سارة العلي: خبيرة القهوة وسفيرة القهوة البرازيلية في السعودية

سارة العلي هي خبيرة قهوة سعودية تعتبر من الرواد في تقديم وترويج القهوة البرازيلية في المملكة. من خلال خبرتها وشغفها، تسعى سارة لتسليط الضوء على أهمية حبوب القهوة البرازيلية وكيف يمكن استخدامها لتقديم تجربة قهوة فريدة ومميزة

الدكتور باسل الطامي: طبيب الأطفال والباريستا المتميز

الدكتور باسل الطامي هو طبيب أطفال خلال النهار وباريستا خلال الليل. يجمع بين مهنته الطبية وشغفه بالقهوة لتقديم تجربة فريدة لزبائنه. يعكس ذلك الشغف الحقيقي الذي يمكن أن يكون لدي شخص للقهوة.

في ختام هذا المقال، نأمل أن نكون قد ألقينا الضوء على جوانب متعددة من عالم القهوة في المملكة العربية السعودية. من خلال قصص الباريستا المتميزين والتقنيات المتقدمة، نرى كيف أصبحت القهوة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع كل فنجان قهوة نتذوقه، نشعر بالتاريخ والثقافة والشغف الذي يُسكب فيه. نتمنى أن تستمر هذه الثقافة في النمو والتطور، وأن نرى المزيد من الأشخاص الذين يشاركون في هذا الفن.

Cash Visa Mastercard Apple Pay